صدر تقرير الفقر وعدم المساواة لسنة 2023


تتواجد في إسرائيل 1.98 ملايين نفس فقيرة، ومن ضمنها 872 ألف ولد يعيشون ما دون خط الفقر

يشير تقرير الفقر الرسمي للتأمين الوطني إلى ارتفاع معدل الفقر عند شريحة العاملين المستقلين على إثر الحرب.

وكذلك جعلت مدفوعات المخصصات والمساعدة الموفَّرة من خلال المِنَح، الكثير يزيد مدخولهم عن خط الفقر، ولولا هذه المدفوعات لارتفع نطاق الفقر بشكل درامتيكي.  

صدر هذا اليوم 18.12 تقرير الفقر وعدم المساواة للتأمين الوطني، في ظل أزمتين فادحتين شهدهما النظام الاقتصادي الإسرائيلي في السنوات الأخيرة: الواحدة أزمة الكورونا والثانية أحداث السابع من تشرين الأول والحرب المستمرة طويلا التي أثرت مباشرةً على الوضع الاقتصادي-الاجتماعي في الدولة، والنمو الاقتصادي وعلى الحاجة إلى سياسة الرفاه الاجتماعي المتّبَعة.   

  • يبلغ خط الفقر لسنة 2023 حوالي 3,324 ش. ج. ومن تقل مداخيله عن هذا المقدار المالي يعيش، وفقا لمؤشرات دول ال-OECD بحالة الفقر. واستنادا إلى التقرير، يبلغ خط الفقر لزوجين/لشريكيْ حياة في دولة إسرائيل – 6,648 ش. ج.، ويبلغ خط الفقر لزوجين/لشريكيْ حياة مع 3 أولاد 12,465 ش. ج..
  • تكون معدلات الفقر في إسرائيل عالية، وفي سنة 2023 عاشت في إسرائيل 1.98 ملايين نفس فقيرة، ومن ضمنها 872.4 ألف ولد و-158.5 ألف مواطن كبير السن.
  • بين 2022 و-2023 وُجِد أن نطاق الفقر (نسبة السكان الذين يقل مدخولهم عن خط الفقر) عند النفوس بقي بدون تغيير تقريبا ومع انخفاض خفيف من 20.8% إلى 20.7% وعند عائلات من 20.3% إلى 20.1%. وعند جميع الشرائح السكانية تقريبا وفقا للتقرير طرأ انخفاض في نطاق الفقر أو أنه بقي ثابتا. ومع ذلك، يكون نطاق الفقر عند الأولاد عاليا بشكل خاص وبالرغم من الانخفاض في سنة 2023 هو لا يزال يبلغ 27.9%.
  • من دراسة بحسب وسط سكاني يتبين أن نطاق الفقر يكون عاليا عند يهود 'حاريديين' (متشددين دينيا) وعرب وفي سنة 2023 انخفض نطاق الفقر عند هتين الشريحتين السكانيتين في مقابل سنة 2022.   
  • تشير المعطيات المطروحة بوضوح إلى أنه لولا تدخّل الحكومة من خلال المخصصات والمِنَخ، لارتفع نطاق الفقر عند النفوس من 30.6% في 2022 إلى 31.1% في 2023، وعند العائلات من 33.9% إلى 34.2%.
  • يأتي أكبر تأثير لمخصصات التأمين الوطني على تقليص الفقر، في مخصصات المواطن الكبير السن والأقارب (أرمل/ة، شريك/ة حياة، أيتام)، ومخصصات العجز وبدل البطالة، فلها أكبر تأثير مباشر على وضعهم الاقتصادي. 
  • إن مخصصات ضمان الدخل التي أراد التأمين الوطني تحديث التشريع الخاص بها ودراسة رفع مقدار المخصص المعني، وكذلك مخصص النفقة، تؤثر أقل تاثير على تقليص الفقر عند مستحقيها.
  • تكون لمدفوعات المخصصات والمِنَح المباشرة أهمية كثيرة بالنسبة لتقليص الفقر، ولكنه بالمقارنة مع الدول المتطورة يكون إسهامها في تحسين الأمور منخفضا جدا. 
  • إستنادا إلى تقرير التأمين الوطني، في حين يبلغ فيه نطاق الفقر عند النفوس بحسب المدخول المتاح في دول ال-OECD، 11.6%، تسجل دولة إسرائيل نسبة 19.5% وتليها في ذلك كوستا ريكا فعلا. 
  • يدل الإنفاق العمومي لأغراض الرفاه الاجتماعي على أساس المقارنة عالميا، على أنه في حين تبلغ فيه مساعدة 'الدولة' في ال-OECD نسبة 22.4%، تستثمر دولة إسرائيل فقط حوالي 16.6% في نفقاتها العمومية لأغراض الرفاه الاجتماعي، وتليها في ذلك كوريا وإيرلندا فعلا.
  • تنازلت 9.7% من الأسر المعيشية في إسرائيل عن الاعتناء الطبي لصعوبات اقتصادية وتنازلت 6.2% عن أدوية بوصفة.           
  • سُجِّل انخفاض خفيف أيضا في معدلات الأسر المعيشية التي تتنازل عن وجبة ساخنة مرة على الأقل في يومين بينما بلغ هذا المعطى في سنة 2022 نسبة 6.1% وفي سنة 2023 – 5.0%.
  • بالإضافة لذلك، شهدا مؤشر جيني الذي يقيس حالة عدم المساواة بحسب المدخول الصافي انخفاضا بين سنة 2022 وسنة 2023 بنسبة 1.5%. ومع ذلك، يشير هذا المؤشر بالنسبة للدول المطوَّرة إلى أن الدول التي يكون عدم المساواة فيها أعلى منه في إسرائيل، هي ليتوانيا، الولايات المتحدة، المكسيك، تركيا، تشيلي وكوستاريكا.

الفقر بالتوزيع بين الشرائح السكانية:

مناطق جغرافية:

  • سكان الشمال، والجنوب والقدس- أفقر.
  • تشير مكتشفات الفقر بالتوزيع الجغرافي إلى أن معدلات الفقر في ألوية القدس، والشمال والجنوب اعلى من المتوسط.
  • بلغ نطاق الفقر للعائلات في هذه المناطق 36.2% في القدس، 22.5% في الشمال و-22.6% في الجنوب. وفي مقابل ذلك، يكون الوضع في لواء تل أبيب والوسط أفضل فتكون معدلات الفقر أدنى من المتوسط.
  • إستنادا إلى مكتشفات التقرير تكون موديعين-العليا أفقر مدينة/بلدة، ثم بالترتيب التنازلي: القدس، بيت شيمش، بني براك، اللد، نتانيا، أشدود، بئر السبع، يافا وبات يام. 

عاملون مستقلون:

  • كالمذكور، أثرت أزمة الكورونا والحرب على وضع الفقر عند كامل المجموع السكاني، فمن دراسة لعموم الشرائح السكانية خلال الأزمتين والدعم الحكومي الموفَّر، يتبين أن إسهام المساعدة في تحسين الأمور كان ملحوظا. ومع ذلك، لم يكن تاثيرها متجانسا وخصوصا الاستجابات والدعم الموفَّرة إلى العاملين المستقلين التي ساعدت حقا في كلتي الأزمتين على تحسين وضعهم الاقتصادي الذي لحق به ضرر، ولكنها لم تكفِ لمنع ارتفاع نطاق الفقر عندهم، خلافا لباقي السكان. فتؤكد هذه الحقيقة على الحاجة إلى تصميم أدوات سياسة مكيَّفة بشكل خاص ستساعد العاملين المستقلين في أوقات الأزمة.   
  • تأثَّر معدل الفقر عند العاملين المستقلين، بين الأمور الخرى، أيضا بإغلاق بعض من المشاريع التجارية الخاصة في فرع التجارة وقطاع المطاعم على إثر الحرب.  
  • وُجِد أن أعلى مستوى للفقر يكون في الفروع: الاستضافة والإطعام، خدمات الإدارة والدعم، خدمات الصحة والرفاه الاجتماعي وكذلك في فروع الفنون والتسلية، والتربية والزراعة. 

عائلات:

  • يكون مقدار الفقر في إسرائيل من أعلى المقادير في الدول المطوَّرة، ووفقا لمعطيات تقرير الفقر انخفض نطاق الفقر عند عائلات 'حاريدية' وعائلات عربية في إسرائيل، ولكنه أعلى عند المجموع السكاني.  
  • بلغت نسبة النفوس الفقيرة في سنة 2023 42.4% عند عائلات عربية و-22.5% عند عائلات 'حاريدية' – ضعفا نسبتهم في المجموع السكاني. ويبلغ نطاق الفقر عند يهود غير حاريديين 14%.
  • يساعد مقدار الفقر عند عائلات عاملة على الخروج من دائرة الفقر، ويكون مقدار الفقر عند عائلات يترأسها عامل أجير أو مستقل- أدنى من المتوسط.    
  • تدل مميزات الفقر بحسب حجم العائلة لسنة 2023 على أن عائلة فرد تحتاج إلى 4,155 ش. ج. شهريا للوجود فوق خط الفقر، وعائلة زوجين/شريكيْ حياة مع ولد أو والد/ة مستقل/ة مع ولدين تحتاج إلى مدخول يبلغ 8,808 ش. ج. شهريا، وعائلة زوجين/شريكيْ حياة مع ولدين ستحتاج إلى 10,637 ش ج. للوجود فوق خط الفقر.
  • يُذكر أن الفئتين اللتين طرأ عندهما أكبر ارتفاع هما عائلات يترأسها عامل مستقل وعائلات يترأسها مواطن كبير السن.  
    ومع ذلك، لا يُخرِج العمل عائلات من دائرة الفقر حتما، وخصوصا حين يكون مستوى الاكتساب منخفضا.  
    وكذلك إن نطاق الفقر عند عائلات شابة يترأسها مواطن لا يزيد عمره عن 29، تكون كثيرة منها في بداية طريقها المهني، يكون عاليا، فهي تشكل 13.8% من عموم العائلات و-28.7% من العائلات الفقيرة ويكون إسهام الحكومة في تقليص الفقر عند هذه العائلات متدنيا نسبيا. 
  • إن عائلات، يكون فيها رب العائلة بعمر 30 -44، تأثرت كثيرا بالحرب لأنه في شكل طبيعي هذه هي العائلات التي 'شاركن' في الحرب، بحيث تم تجنيد جنود مسرَّحين غير أقلاء لخدمة الاحتياط فلم يخرجو إلى سوق العمل.

أولاد:

  • عند نفوس وأولاد تحتل إسرائيل المرتبة الثانية في نطاق الفقر بعد كوستاريكا فيبلغ نطاق الفقر لأولاد في إسرائيل 27.9% من إجمالي هذه الشريحة السكانية.
  • إستنادا إلى معطيات التقرير يمكن الرؤية بوضوح أن الفقر بحسب عدد الأولاد يرتفع كلما زاد عدد الأولاد في العائلة، بحيث يبلغ الفقر عند عائلات مع خمسة أولاد وما فوق حوالي 50%، وعند عائلات مع 3 أولاد يبلغ الفقر حوالي 20%، وعند عائلات بدون أولاد يبلغ حوالي 19%. 
  • كالمذكور يكون نطاق الفقر لأولاد عاليا بشكل خاص، أيضا بالمقارنة مع دول في العالم، والأولاد – الذين يشكلون 32.5% من المجموع السكاني، يشكلون 44% من الفقراء. حيث يلحق مقدار فقر عالٍ عند أولاد الأذى ليس بمستوى الحياة في الحاضر فحسب، بل أيضا بسيرورة تكوُّن الثروة البشرية، التي تكون هامة لقدرتهم على الاكتساب في المستقبل. 

مواطنون كبار السن:

  • يكون نطاق الفقر عند المواطنين الكبار السن أدنى من المتوسط وذلك على إثر صرف المخصصات المختلفة التي تُمنح هذه الشريحة السكانية إياها مثل: مخصص التمريض، مخصص المواطن الكبير السن ومخصص إكمال الدخل الذي يكون مخصَّصا لمن تكون مداخيله منخفضة. ومع ذلك، يكون نطاق الفقر عند المواطنين الكبار السن الذين يسكنون لوحدهم عاليا في مقابل هؤلاء الذين يسكنون مع عائلة، فيبلغ 19.8% في مقابل 8.4% على التوالي.
  • إن المِنَح عموما وتلك التي دُفِعت إلى من يبلغ عمرهم 67 وما فوق ممن تم إخراجهم إلى إجازة بدون راتب او تمت إقالتهم على إثر الحرب، قلصت هي أيضا الفقر عند المواطنين الكبار السن ب-0.5%.

فقر غير موضوعي:

  • في سنة 2023 انخفضت بشكل ملحوظ بحوالي 26% نسبة النفوس التي تشعر بأنها فقيرة ضمن عموم السكان. حيث طال هذا الانخفاض كافة الأوساط: عرب، يهود غير 'حاريديين' و'حاريديين'. فسُجِّل عند السكان اليهود انخفاض بحوالي 39% ويبرز فيه انخفاض بحوالي 53% بنسبة من يشعرون بأنهم فقراء عند 'الحاريديين'، بحيث بلغت نسبتهم 5.8% - أدنى بكثير من نسبة فقرهم الموضوعي. 
  • عند السكان العرب انخفضت نسبة من يشعرون بأنهم فقراء أيضا بمقدار ملحوظ يبلغ حوالي 29%. ومع ذلك، تكون النسبة عندهم أعلى ب-6.5 أضعاف من نسبة اليهود الذين شعروا بذلك; نسبة ارتفعت بالمقارنة مع السنتين السابقتين. 


وزير العمل، يوؤاف بن تسور: "خلال فترة ولايتي كوزير العمل ارتفع معدل العمالة في النظام الاقتصادي في البلاد فسُجِّل ارتفاع في متوسط الأجر أيضا- فيكون هذان الاثنان معطيين يملكان ثقلا ملحوظا يضمنان الخروج من دائرة الفقر. وإلى جانب ذلك، نجد أن سياسة اقتصادية-على صعيد الرفاه الاجتماعي تنطوي على الشفقة ومساعدة الضعفاء في المجتمع تؤدي إلى التحسين الملحوظ على الوضع الاقتصادي لشرائح سكانية متنوعة في إسرائيل. ففي هذه السنة كان الفقراء أقل فقرا وسُجِّل تحسين في خطورة الفقر أيضا، ولكنه من أجل ضمان استمرار هذا التوجه هناك حاجة إلى توفير المساعدة التخصيصية إلى عاملين مستقلين صغار المستوى في إسرائيل، وتحسين فرص العمل إلى جانب توفير المساعدة من خلال المخصصات إلى شرائح سكانية تستحق ذلك".   


القائم بأعمال مدير عام التأمين الوطني، تسفيكا كوهين: "يؤكد تقرير الفقر بشكل واضح على الحاجة إلى توفير استجابات ومساعدة إلى جمهور كبير يوجد تحت خط الفقر وحتى الحرب زادت من وضعهم سوء.ً وفي الوقت الراهن فعلا من الواضح أن الصعوبة الاقتصادية والتأثير الاقتصادي للحرب سيستمران سنوات مستقبلا ولكن هذا الأمر سيوجب التركيز، فعلا في قانون التسويات الذي يخضع للمناقشة في هذه الأيام- على عدم إلحاق الأذى بالشرائح السكانية الضعيفة وفي الوقت نفسه تخصيص موارد إلى شرائح سكانية تضررت. وكذلك يُظهر التقرير أهمية التأمين الوطني ومساعدته سواء في منح المخصصات أو في برامج إعادة التأهيل في مجال العمل كشبكة أمن في مجال الرفاه الاجتماعي لها دور حاسم في المجتمع الإسرائيلي".   

نائبة المدير العام للبحث والتخطيط في التأمين الوطني، نيتسا كسير: "يؤكد تقرير الفقر أكثر من أي شيء على الأهمية التي تملكها شبكة أمن في مجال الرفاه الاجتماعي مع استجابة للانخفاض في مداخيل الجمهور الإسرائيلي، وبالتأكيد بعد تأثيرات الحرب وغلاء المعيشة التي نشهدها بأكثر شدة في هذه الأيام. حيث يكون العبء على عاتق السكان غير متساوٍ لأن العبء الاقتصادي أعمق وأفدح عند شرائح يكون وضعها الاقتصادي صعبا على أي حال. ويلزم المساعدة والمخصصات أن تعطى ليس في أوقات أزمة فقط، بل كجزء من معالجة شاملة ستضع إسرائيل في مكان لائق أمام دول ال-OECD التي تستثمر أكثر في الخدمات الاجتماعية لصالح الجمهور. وتشكل معدلات الفقر وعدم المساواة تحديا اجتماعيا حقيقيا، فإن الاستثمار في التربية، والاندماج في دائرة العمل، والأجر اللائق وتشجيع النمو، سيؤدي إلى تقليص الفجوات وتكوين مجتمع صالح".